أشار الخبير العقاري الرائد “كلاتونز” في تقرير توقعات سوق العقارات في ربيع 2018 في البحرين إلى أن جهود الحكومة خلال السنوات الماضية لجلب المزيد من المستثمرين إلى البلاد قد نجحت في تعزيز اقتصاد البلاد حيث تشير التقديرات إلى أن النمو الاقتصادي في عام 2017 قد بلغ 3٪ ، كل ذلك يثبت أن نمو البحرين هو الأقوى بين دول مجلس التعاون الخليجي.
يعتبر القطاع العقاري في المملكة المحرك الأول لنموها الاقتصادي، وخاصة قطاعي التجزئة والضيافة اللذين ما زالا حتى يومنا هذا محركين رئيسيين.
سوق التجزئة
وفقًا لتقرير كلاتونز لسوق العقارات في ربيع 2018، يعتبر قطاع التجزئة في البحرين أحد الأسواق الأكثر استقرارًا. الطبعة الرابعة من مهرجان “تسوق البحرين” هو ما يثبت أن قطاع تجارة التجزئة في المملكة يجري على قدم وساق.
وقد نجح المهرجان في تنشيط قطاعي السياحة والبيع بالتجزئة مع تحقيق إيرادات متميزة حيث بلغت قيمة المعاملات 50 مليون دولار من 145 ألف معاملة مقارنة بـ 21 مليون دولار من 130 ألف معاملة العام الماضي.
هذا ليس كل شيء ، حيث أن عدد خطط البيع بالتجزئة المعلنة هذا العام ما هي إلا دليل على أن قطاع التجزئة يتوسع الآن أكثر من أي وقت مضى.
وسواء كانت ايكيا البحرين – الأكبر من نوعه في المنطقة – أو المرحلة الثانية من الأفنيوز التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من هذا العام أو منطقة التسوق الكبيرة في ليوان أو مركز مراسي جاليريا الترفيهي؛ من الأسلم أن نقول أن قطاع التجزئة في البحرين يشهد نمواً هائلاً ومن المتوقع أن يستمر لسنوات عديدة قادمة.
سوق الضيافة
مثل قطاع التجزئة، يواصل قطاع الضيافة في البحرين عرض أداء قوي خاصة مع افتتاح العديد من الفنادق ذات الخمسة نجوم.
ووفقًا لتقرير كلاتونز، فقد ارتفع معدل الإشغال الفندقي في المنامة من 42.8٪ إلى 56.7٪ في الفترة ما بين يناير 2017 ويناير 2018 ، وذلك بسبب الإنخفاض الذي حدث في أسعار الغرف اليومية المقدرة بـ 8.4٪.
من المعروف أن مملكة البحرين كانت دائماً منطقة جذب سياحي رئيسي للزائرين من جميع أنحاء العالم والبلدان المجاورة، وخاصة المملكة العربية السعودية حيث أن 57٪ من جميع زوار البحرين هم من المملكة العربية السعودية.
ومع ذلك، فمن المتوقع مع رؤية المملكة العربية السعودية عام 2030 وتركيزها على أن تصبح وجهة سياحية ان يتضرر قطاع الضيافة في البحرين نتيجة لذلك.
“نحن نرى هذا فرصة لمزيد من الاستثمارات من قبل الحكومة في تنويع العروض الترفيهية في البحرين، واستهداف أسواق جديدة للسياح” ، أوضح فيصل دوراني، رئيس قسم الأبحاث في كلاتونز.
السوق السكني
في الربع الأول من عام 2018، سجلت الإيجارات في جميع المناطق السكنية الرئيسية في البحرين انخفاضا بنسبة 2.9 ٪ ، مما يدل على أن حالة إستقرار السوق التي شهدها عام 2017 انتهت أخيرا.
ومع ذلك، من الآمن القول إن المناطق السكنية تشهد عودة قوية في أدائها الاستئجاري لا سيما سار والجنبية، حيث يكون الطلب في أعلى مستوياته بفضل تطوير المجمعات التجارية والمدارس الجديدة وكذلك ظهور مجتمعات جديدة للفلل .
وعلى الرغم من أن عام 2018 قد لا يكون عامًا للأسواق السكنية، إلا أن مؤسسة التنظيم العقاراي في البحرين (RERA) لديها خطط لتعزيز ثقة المستثمرين المؤسسيين في السوق وتعزيز جاذبية المملكة كوجهة للاستثمار العقاري.
وأشار تقرير كلاتونز للأشهر المقبلة إلى أنه من المتوقع أن يظل سوق البحرين السكني ثابتًا على أفضل تقدير على المدى القصير، خاصة وأن الطلب لا يزال يبدو متخلفًا.
سوق المكاتب
وظلت إيجارات المكاتب مستقرة منذ بداية العام، ومع ذلك ، فقد لوحظ أن بعض الصفقات يتم إبرامها بمعدلات أدني من المعلن عنها. كل هذا يشير إلى وجود سوق غير مستقرة نسبيا خلال العام الماضي.
إلا أن “كلاتونز” تتوقع أن تظل الإيجارات مستقرة وأن أي انخفاضات لا يمكن التكهن بها.