تصدرت مملكة البحرين قائمة انترنيشن للبلد المفضل لدى المُغتربين لعام 2017. وتُعد البحرين إحدى أصغر دول العالم، بالإضافة إلى عدم امتلاكها للعديد من الموارد الطبيعية على عكس غيرها من البلدان الشقيقة، كما شهدت في الأعوام السابقة هبوطاً حاداً في أسعار النفط في الفترة الأخيرة والذي يُعتبر مورد البلاد الرئيسي. ولكن البحرين تمكنت من الخروج من أزمتها باستخدام ما توفر لديها موارد لتجنب حدوث أزمة اقتصادية كانت على وشك أن تُصبح حتمية. وبالتالي، فإن تطبيق طريقة التفكير هذه على أمة كاملة كان سبباً في جعل مملكة البحرين الوجهة المفضلة لدى المُغتربين من جميع أنحاء العالم.

مستوى المعيشة

1

أحد الأمور التي يتفق عليها كل من زار البحرين أو عاش بها هو ارتفاع مستوى المعيشة. وفي محاولة لتعريف مُصطلح “مستوى المعيشة”، وصفته مقالة بموقع مجلة فوربز بأنه “العوامل التي تشمل كل شيء من الصحة الجسدية والصحة النفسية ودرجة الاستقلال والعائلة والتعليم والثراء والاعتقادات الدينية ودرجة التفاؤل والخدمات المحلية والمواصلات والتوظيف والعلاقات الاجتماعية والإسكان والبيئة.”

غياب الخوف من الأجانب

2

 

على المستوى النفسي، يقول عدد كبير من المغتربين أن البحرين قد أصبحت مثل وطنهم الثاني، الأمر الذي قد يرجع إلى الكثير من العوامل أهمها أن أهل البحرين يتسمون بالود فهناك الكثير من بلاد العالم التي تُعد من أجمل الأماكن للمعيشة وبها وظائف ذات رواتب عالية إلا أن أهلها يفتقرون إلى الترحيب عندما يتعلق الأمر بالأجانب وخاصة المهاجرين في بلادهم. ولكن أهل البحرين معروفين بترحيبهم للأجانب بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو ديانتهم، فبينما يُكَون المغتربين في بعض البلدان جاليات منعزلة عن المجتمع، بعيداً عن السكان الأصليين، يتفق مُعظم المُغتربين على أنه من السهل إقامة صداقات مع البحرينيين.

التنوع والاندماج

3

وفيما يتعلق بالاستقلال، تُعد البحرين إحدى دول العالم القليلة التي تكاد تنعدم فيها الخلافات. وبالرغم من حدوث ثورة في 2011، فقد انتهت على الفور، غير تاركة أية آثار لقلقلة أو زعزعة في الأمن. وتفتخر البحرين بعدم وجود خلافات دينية أو طائفية بمجتمعها القائم على التنوع حيث يتمتع المغتربون والسكان المحليون بحرية العقيدة دون أية تهديدات، فهي بلد ترى التنوع صفة إيجابية تُضيف إلى سكانها وليس عبئاً عليهم أو مصدر تهديد لهم.

الوطن بعيداً عن الوطن

4

وعلى مستوى العائلة، يتمتع المغتربون بحياة جيدة ومستقرة بعيداً عن وطنهم وسط مناخ يساعد على تهيأة أفضل الظروف لتربية أبناءهم. أما بالنسبة للتعليم، يقول بعض المغتربون أنهم قد ألحقوا أبناءهم بالمدارس العامة مجاناً. وإن كان التعليم الحكومي جيداً فلا شك أن ذلك مؤشراً جيداً لجودة المدارس الخاصة والدولية.

رواتب عالية بدون ضرائب

5

ومن عوامل انجذاب المغتربين لمملكة البحرين أيضاً الرواتب الجيدة في دولة تتوفر بها الاحتياجات اليومية بأسعار جيدة مقارنةً بغيرها من بلاد الخليج. وعلى الرغم من اعتزام البحرين تطبيق ضريبة القيمة المضافة قريباً، إلا أنها لا تزال حتى الآن دولة بدون ضرائب. إن كان ذلك له أية تأثير، فإنه يشجع الأفراد على المشاركة في الاقتصاد ويشجع الشركات على الاستثمار في الأملاك العقارية البحرينية والبنية التحتية بالإضافة إلى تشجيع السياحة التي ساعدت البلاد في وقتٍ أصبح فيه النفط لا يُمكن الاعتماد عليه.

إن وجود كل ذلك في دولة صغيرة ذات كثافة سكانية ضئيلة حيث يتواجد كل شيء على بُعد مسافة صغيرة يُعد مزية كبيرة في وقتٍ تُعاني فيه الكثير من الدول من الكثافة السكانية العالية ومشاكل السكن. ولذلك فإن ذلك وجود مكان كذلك يُعد أقرب ما يكون للمثالية في العالم الواقع، وبالطبع يصبح أمراً طبيعياً للمُغتربين أن يقوموا باختيار البحرين كمكانهم المفضل للمعيشة بعيداً عن الوطن.