لا يمكن إنكار أن مملكة البحرين ازدادت تركيزاً في السنوات الأخيرة على تقوية وإنعاش قطاع الإسكان بها. وقد اتضحت جهود الحكومة البحرينية في هذا الصدد في أبرز صورها في برنامج تمويل السكن الإجتماعي (المعروف أيضاً بإسم مبادرة مزايا)، فمند إطلاق هذه البرنامج على يد وزارة الإسكان البحرينية في عام 2013، إستطاع مزايا تدشين العديد من مشاريع السكن الإجتماعي المتميزة في أنحاء مملكة البحرين مثل مدينة ديرة العيون في جزر ديار المحرق. لكن الجدير بالذكر أن وزارة الإسكان قامت بإطلاق مشاريع أخرى خاصة بتطوير مدن مخصصة للإسكان الإجتماعي، ومن أبرز هذه المشاريع مدينة خليفة.
ومدينة خليفة هي مشروع يضم عدة قرى سكنية صغيرة داخل المحافظة الجنوبية في مملكة البحرين، وبالتحديد قرية عسكر وقرية جاو وقرية الدر بالإضافة إلى ضواحيها. ومشروع مدينة خليفة هو واحد من خمسة مدن إسكان إجتماعي رئيسية تقوم بتطويرها مملكة البحرين في الوقت الحالي بهدف توفير سكن للمواطنين ذوي الدخل المتوسط أو المنخفض. فإلى جانب مدينة خليفة، هناك أيضاً مدينة سلمان ومدينة الرملي في المحافظة الشمالية، ومدينة شرق سترة في العاصمة ومدينة شرق الحد في محافظة المحرق.
موقع وخصائص مدينة خليفة:

تم تدشين مشروع مدينة خليفة قرب نهاية عام 2017، وقد تمت تسمية المدينة على إسم معالي رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة. وتتميز المدينة بموقع رائع في المحافظة الجنوبية يحده من ناحية مياه الخليج العربي ومن ناحية أخرى طريق الملك حمد والذي يصل الثلاث قرى ببعضها البعض.
وسوف يصل عدد الوحدات السكنية التي سوف يتم بناؤها في مدينة خليفة إلى حوالي 6000 منزل، مما يجعلها ثاني أكبر مشروع إسكان إجتماعي في طور الإنشاء في مملكة البحرين بعد مدينة سلمان التي يصل عدد الوحدات بها إلى 15000 وحدة. وسوف يتم تطوير المدينة على أربع مراحل: المرحلة الأولى والتي يجري إنشاؤها حالياً تتضمن 1600 بيت، المرحلتين الثانية والثالثة ستتضمن كل منهن 1600 بيت، بينما ستتضمن المرحلة الرابعة والأخيرة 1000 بيت.
ومن المخطط أن يكتمل بناء المدينة كلها بحلول عام 2026، وسوف يصل إستيعاب مدينة خليفة السكاني إلى نحو 54000 نسمة عند الإنتهاء من تطويرها.
الخدمات والمرافق:

تم تصميم مدينة خليفة بحيث لا توفر وحدات إسكان إجتماعي لمواطني المملكة فقط، بل أيضاً لتوفر لهم مستوى معيشة مريح وهادئ. وينعكس هذا في العديد من خصائص المدينة مثل شوارعها الرئيسية والفرعية الواسعة والساحات التي تم تركها فارغة بين كل وحدة والأخرى والمساحات الخضراء الشاسعة.
هذا وسوف تضم مدينة خليفة جميع الخدمات الضرورية التي يحتاجها سكانها لقضاء حاجاتهم اليومية بالإضافة إلى عدد من المرافق والكماليات الترفيهية والتجارية المتميزة. ومن الجدير بالذكر أن المدينة سوف تحتوي على محطتين لمعالجة المياه لخدمة مدينة خليفة وعدة مناطق مجاورة لها، وسوف تصل طاقة المحطة الأولى الإنتاجية إلى نحو 1000 متر مكعب من المياه يومياً بينما سوف تصل طاقة المحطة الثانية الإنتاجية إلى 2000 متر مكعب من المياه يومياً.
ما تم إنجازه من المشروع:

كما ذكرنا من قبل، يتم العمل في الوقت الحالي على المرحلة الأولى من مدينة خليفة، 2018، بل أنه قد تم بالفعل تسليم جزء كبير من منازل المرحلة. ففي شهر يونيو الماضي، تم تسليم مفاتيح 400 وحدة إلى ملاكها.
وفي أغسطس الماضي، تم الإعلان عن إكتمال المرحلة الأولى من المدينة بنسبة 80% ومن المخطط أن يتم الإنتهاء منها مع نهاية عام 2018. من ناحية أخرى، فمن المتوقع أن يتم الإنتهاء من تصاميم المرحلة الثانية من المشروع في الربع الأول من عام 2019، على أن يبدأ العمل بها في شهر سبتمبر من نفس العام.
دور مدينة خليفة في تحقيق رؤية البحرين 2030:

تلعب مدينة خليفة، بالإضافة إلى المشاريع السكنية الأخرى التي دشنتها الحكومة البحرينية، دوراً كبيراً في تحقيق أهداف إستراتيجية المملكة طويلة المدى المعروفة بإسم رؤية البحرين 2030. وتهدف هذه الرؤية إلى تحفيز النمو الاقتصادي لمملكة البحرين عبر التركيز على تطوير ودعم الصناعات الغير بترولية بها.
ومن الملفت للنظر أن حكومة البحرين قامت بالتركيز بشكل إستثنائي على دعم وتطوير سوق المملكة العقاري، ويبرز هذا في المبادرات الحكومية والمشاريع التي تهدف إلى توفير إختيارات سكنية بتكلفة مناسبة للمواطنين أصحاب الدخل المتوسط والمنخفض من ناحية، وأيضاً في المشاريع المستقبلية الكبرى من الناحية الأخرى مثل جزر ديار المحرق وجزر درة البحرين. فهذه المشاريع المستقبلية من شأنها أن تضيف إلى مكانة مملكة البحرين العالمية كمركز تجاري مهم وتزيد من قدرتها على استقطاب السياح والاستثمارات الأجنبية.