مجال العقار بكافة أشكاله، سواء البناء والتشييد، المقاولات، أو مجال الاستثمار العقاري، اعتبر بمثابة منصة انطلاق للعديد من كبار رجال الأعمال الذين يتزعمون ساحة المال والأعمال في الوطن العربي هذه الأيام.

شق العديد من مليارديرات العالم العربي طريقهم نحو النجاح من خلال القطاع العقاري وحقق بعضهم أكبر مكاسبهم المالية منها. لا عجب في ذلك، فالعقار سوق واعد، وقد شهد طفرة حقيقية في منطقة الشرق الأوسط خصوصا خلال السنوات الماضية.

سنقوم هنا بسرد نبذة قصيرة عن 5 من أشهر رجال الأعمال العرب الذين استطاعوا استغلال هذه الطفرة وسطروا لأنفسهم قصص نجاح فريدة في مجال العقار.

  • أنس الصفريوي (المغرب)

أنس الصفريوي

قبل الحديث عن قصة رجل الأعمال المغربي أنس الصفريوي، يجب أن نشرح معنى “الغاسول” وهو منتج مغربي بامتياز ارتبط بالصفريوي. الغاسول المغربي هو نوع خاص من الحجارة أو الطين الجاف اشتهرت المغرب بانتاجه ويستعمل في الأساس بوصفات علاج البشرة.

الصفريوي بدأ حياته التجارية في تسويق منتج الغاسول. ترك الدراسة وهو في المرحلة الثانوية ليساعد أباه في إدارة مقالع إنتاج الغاسول الخاصة به.

نجح بائع الغاسول الصغير في تسويق المنتج على نطاق واسع، بل وتصديره للخارج أيضا، مما شجعه لاستكمال طريقه في مجال الأعمال فانشأ بعدها شركة لإنتاج الورق، ومصنع لإنتاج مادة كاربونات الكالسيوم.

إلا أن النقلة التي مكنت الصفريوي من تحقيق مكانته الحالية كانت في عام 1995 حين فازت شركة “الضحى” العقارية التي أسسها عام 1988 بعقد بناء مشروع 20 ألف وحدة سكنية مدعومة من الحكومة المغربية.

توسعت الضحى العقارية بعد ذلك لتصبح مجموعة تشمل تحت مظلتها العديد من الشركات التي تعمل في مجالات صناعة الأسمنت، الخدمات المالية، السياحة، ومجالات أخرى.

أنشأت الشركة حوالي 190 ألف وحدة سكنية على مساحة إجمالية تبلغ 15 الف فدان في مناطق مختلفة حول المغرب، وتقدر صافي ثروة أنس الصفريوي بحوالي 1.6 مليار دولار حسب إحصاءات العام الماضي.

  • حمد بن سعيدان (السعودية)

حمد بن سعيدان

بالتأكيد لم يكن يتوقع بن سعيدان أن بيته الصغير الذي اشتراه بتدبير جزءا من راتبه البسيط سيكون سببا في تحوله إلى واحد من أكبر المستثمرين والمطورين العقاريين في المملكة.

استطاع حمد بن سعيدان أن يمتلك منزلا مستقلا بدلا من الغرفة التي سكنها في منزل والده، إلا أنه باع البيت ليستغل قيمته في تأسيس مكتب عقاري باسم “مؤسسة بدر التجارية”.

بمساعدة شركائه في المؤسسة، استطاع بن سعيدان تنفيذ العديد من المعاملات التجارية حيث كان يشتري قطع الأراضي، يقسمها، ثم يبيعها بعد ذلك للمستثمرين.

اشتهر بن سعيدان بالشجاعة والمبادرة حيث كان من أوائل الذين قاموا بتخطيط أحياء الرياض مثل حي العليا، أم الحمام، الملك فهد، المرسلات، التعاون، وغيرها ليساهم في تحولها إلى حواضر مركزية للمدينة الآن.

  • رفيق الحريري (لبنان)

رفيق الحريري

لا يكاد يذكر اسم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحرير حتى تجد إجماع من كل اللبنانيين على احترام الرجل وحفظ الذكرى الطيبة له، مما يجعلنا نتوقف كثيرا لتأمل هذه الشخصية النادرة التي استطاعت كسب ود كل أبناء لبنان، وكل العرب، بكافة طوائفهم.

ربما هي عصامية الرجل الذي بدأ حياته العملية كمدقق، ثم مدرسا في المملكة العربية السعودية، إلى أن اتجه إلى تأسيس شركة خاصة في مجال العقارات عام 1970 باسم “سيكونيست”.

أو ربما هو حبه للتحدي والمغامرة، وهو ما ميزه طيلة حياته العملية سواء كرجل أعمال أو كسياسي بعد ذلك في لبنان. رفيق كسب العديد من التحديات طوال مسيرته لعل أبرزها كان في بداية مشواره حين دخل في شراكة مع شركة “أوجيه” الفرنسية لبناء فندق في الطائف عام 1978، وقد كانت هذه النقلة الحقيقية في سيرته المهنية والتي استطاع بعدها أن يؤسس لنفسه اسما بارزا في مجال المال والأعمال من خلال شركته الشهيرة بعد ذلك “سعودي أوجيه”.

نال رفيق الحريري الجنسية السعودية عام 1978، وتقلد منصب رئيس ورزاء لبنان مرتين. المرة الأولى كانت من 1992 حتى 1998 وانتهت مع انقضاء ولايته، أما الفترة الثانية فاستمرت من 2000 إلى 2004 وانتهت مع تقديمه لاستقالته نظرا لخلافه مع الرئيس اللبناني حينها إميل لحود.

  • محمد العبار (الإمارات)

محمد العبار

رجل أعمال إماراتي ولد في دبي ولعب دورا رئيسيا في تطوير الواقع الاقتصادي والعقاري في المدينة لتصبح على ما هي عليه الآن.

حصل العبار على شهادة البكالوريوس في إدارة المال والأعمال عام 1981 من جامعة سياتل بالولايات المتحدة وتولي العديد من المناصب بداية من نائب رئيس شركة ألومنيوم دبي المحدودة، رئيس مجلس إدارة مركز دبي التجاري العالمي، ثم تولى بعد ذلك إدارة شركة الخليج للاستثمارات، ورئاسة مجلس إدارة شركة إعمار العقارية.

عقاريا، استطاع العبار من خلال قيادته لشركة إعمار العقارية إطلاق مشاريع كبرى ساهمت إلى حد كبير في تشكيل الحاضرة المدنية الحالية للمدينة من بينها مشروع برج خليفة بكل تأكيد.

شركة إعمار لها استثمارات في 16 دولة أخرى خارج الإمارات من بينها المملكة العربية السعودية، مصر، الهند، الأردن، ودول أخرى. بحسب ما أدلى به العبار، يعد مشروع مدينة الملك عبدالله الإقتصادية هو أكبر مشروع تعمل عليه الشركة الآن، وسيتم الانتهاء منه بالكامل في عام 2035.

  • منصور عامر (مصر)

منصور عامر

رجل الأعمال المصري الذي لم يترك بابا إلا وطرقه سعيا نحو المزيد من النجاح والنفوذ. بداية منصور كانت كوكيل نيابه، إلا أن السلم الوظيفي لم يرض طموحه فاختار الاستقالة والاتجاه فورا للعمل الحر.

عمل في مكتب المحاماة الخاص بأبيه وتشارك معه بمشروع صغير لإنتاج الطابوق الأحمر، لكن هذا أيضا لم يرض طموحه وشغفه في مجال الأعمال.

استغل أول فرصة لاحت أمامه وكان مشروع بناية في حي مصر الجديدة بالقاهرة شارك عامر به بنصيبه في أرض المشروع. بالفعل حقق المشروع نجاحا مكنه بعدها من بناء المزيد من البنايات بالمنطقة.

النهضة العقارية التي شهدتها مصر، خصوصا بمجال الفنادق والمنتجعات السياحية، خلال بداية التسعينات شجعت رجل الأعمال الطموح على تصويب أنظاره تجاه المدن الساحلية المصرية مثل شرم الشيخ والعين السخنة. اشترى عامر العديد من الأراضي بهذه المناطق واتم العديد من الصفقات التي استطاع من خلالها تكوين ثروة مكنته فيما بعد من تأسيس شركته الشهيرة “عامر جروب” التي سيكون لها دورا كبيرا في تنمية أشهر المناطق الساحلية بمصر.

منتجع “بورتو مارينا” الذي شيد في منطقة العلمين بالساحل الشمالي كان أول مشاريع شركة عامر جروب تبعه بعد ذلك مشروع “بورتو سخنة” في منطقة العين السخنة الساحلية التي تطل على خليج السويس، ثم توالت المشاريع بعد ذلك في مصر وخارج مصر.

الاستثمار العقاري ليس وحده ما يشغل بال منصور عامر، بل ساقه طموحه نحو العديد من المجالات الأخرى بينها على سبيل المثال المجال السياسي حيث رشح نفسه لعضوية البرلمان المصري عام 1995 لكنه لم يفز ليعود ويرشح نفسه مرة أخرى عام 2000 عن الحزب الوطني الديموقراطي ويفوز حينها بالمقعد النيابي.

لقراءة المزيد من القصص الملهمة عن الشخصيات العربية الناجحة انظر أيضاً:

أكثر رجال الأعمال في الخليج تأثيراً في مجال العقارات

ثراء و ذكاء و جمال: أكثر سيدات الأعمال العرب ثراء

الهندسة المعمارية العربية: أشهر المعماريين العرب

تحميل التعليقات